منتديـــــــــــــــات روم مملـــكة غرام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شؤون صغيرة لنزار قباني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
Anonymous



شؤون صغيرة لنزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: شؤون صغيرة لنزار قباني   شؤون صغيرة لنزار قباني Icon_minitime2/28/2008, 11:33

شؤون صغيره
تمر بها انت..دون التفات
تساوى لدى حياتى
جميع حياتى..
حوادث..قد لا تثير اهتمامك
اعمر منها قصور
واحيا عليها شهور
واغزل منها حكايا كثيره
والف سماء..
والف جزيره..
شؤون...
شؤونك تلك الصغيره

* * *

فحين تدخن اجثو امامك
كقطتك الطيبه
وكلى امان
الاحق مزهوه معجبه
خيوط الدخان
توزعها
فى زوايا المكان
دوائر..دوائر
وترحل فى اخر الليل عنى
كنجم طيب مهاجر
وتتركنى يا صديقى حياتى
لرائحه التبغ والذكريات
وابقى انا..
فى صقيع انفرادى
وزادى انا ..كل زادى
حطام السجائر
وصحن..يضم رمادا
يضم رمادى..

* * *
وحين اكون انا مريضه
وتحمل ازهارك الغاليه
صديقى..الى
وتجعل بين يديك يدى
يعود لى اللون والعافيه
وتلتصق الشمس فى وجنتى
وابكى..وابكى..بغير اراده
وانت ترد غطائى على
وتجعل راسى فوق الوساده
تمنيت كل التمنى
صديقى..لو انى
اظل..اظل عليله
لتسال عنى
لتحمل لى كل يوم
ورودا جميله...
وان رن فى بيتنا الهاتف
اليه اطير
انا..يا صديقى الاثير
بفرحه طفل صغير
بشوق سنونوه شارده
واحتضن الاله الجامده
واعصر اسلاكها البارده
وانتظر الصوت..
صوتك يهمى على
دفيئا..مليئا..قوى
كصوت نبى
كصوت ارتطام النجوم
كصوت سقوط الحلى
وابكى..وابكى..
لانك فكرت فى
لانك من شرفات الغيوب
هتفت الى..

* * *

ويوم اجىء اليك
لكى استعير كتاب
لازعم انى اتيت لكى استعير كتاب
تمد اصابعك المتعبه
الى المكتبه..
وابقى انا..فى ضباب الضباب
كأنى سؤال بغير جواب..
احدق فيك وفى المكتبه
كما تفعل القطه الطيبه
تراك اكتشفت؟
تراك عرفت؟
بانى جئت لغير الكتاب
وانى لست سوى كاذبه
..وامضى سريعا الى مخدعى
اضم الكتاب الى اضلعى
كانى حملت الوجود معى
واشعل ضوئى.. واسدل حولى الستور
وانبش بين السطور..وخلف السطور
واعدو وراء الفواصل..اعدوا
وراء نقاط تدور
وراسى يدور..
كانى عصفوره جائعه
تفتش عن فضلات البذور
لعلك..يا..يا صديقى الاثير
تركت باحدى الزوايا..
عباره حب قصيره..
جنينه شوق صغيره
لعلك بين الصحائف خبأت شيا
سلاما صغيرا..يعيد السلام اليا...

* * *

وحين نكون معا فى الطريق
وتاخذ- من غير قصد- ذراعى
احس انا يا صديقى..
بشىء عميق
بشىء يشابه طعم الحريق
على مرفقى..

وارفع كفى نحو السماء
لتجعل دربى بغير انتهاء
وابكى.. وابكى بغير انقطاع
لكى يستمر ضياعى
وحين اعود مساء الى غرفتى
ونزع عن كتفى الرداء
احس- وما انت فى غرفتى-
بان يديك
تلفان فى رحمه مرفقى
وابقى لاعبد يا مرهقى
مكان اصابعك الدافئات
على كم فستانى الازرق..
وابكى..وابكى..بغير انقطاع
كأن ذراعى ليست ذراعى....

نزار قباني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شؤون صغيرة لنزار قباني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـــــــــــــــات روم مملـــكة غرام :: القسم الادبي :: منتدى لشعري-
انتقل الى: