قد جئتُ معتذراً ما في فمي خَبَرُ _________________________
رجلاي أتعبها التَّرْحال والسَّفرُ _________________________
ملَّت يداي تباريح الأسى ووعت _________________________
عيناي قاتلها, ما خانها بصر _________________________
إن جئت يا وطني هل فيك متسع _________________________
كي نستريح ويهمي فوقنا مطر _________________________
وهل لصدرك أن يحنو فيمنحني _________________________
وسادة, حلمًا في قيظه شجر _________________________
يا نازلا في دمي انهض وخذ بيدي _________________________
صحوي والتمَّ في عينيَّ يا سهر _________________________
واجمع شتات فمي واغزل مواجعه _________________________
قصيدة في يدٍ أسرى بها وتر _________________________
وافضح طفولتيَ الملقاة فوق يد _________________________
تهتز ما ناشها خوف ولا كبر _________________________
وصبّ لي عطش الصحراء في بدني _________________________
واسكب رمال الغضا جوعاً فأنحدر _________________________
قهوة مرّة وصهيل جياد مسوقة, والمحاميس في ظاهر
الخيمة العربيه
راكة في الرمال وفي البال, كيف المطاريش إن ذهبوا
للرواح مطيّ السفر?
وكيف هي الأرض قبل المطر?
وكيف الليالي, أموحشة في الشعيب إذا ما تيمَّم عود
الغضا واحترى أن يمر به الوسم صبحية والنشامى
يعودون في الليل مثقلة بالرفاق البعيدين أعينهم,
ثم كيف السُّرى إذ يطول بمُدلجها; أرضه أنسه في التوحد, لا أحد
غير رمل الجزيرة, لا نجمة يُستدل بها في السرى غير قلب المحب,
وهذا الحصى شره ما طوته القوافل
من زمن ثم كيف النوى إذ يطول بنا.
قم بنا
أيها الوطن المتعالي بهامات أجدادنا
أيها المستبد بنا لهفة وهوى
أيها المتحفز في دمنا
والمتوزع في كل ذراتنا
أعطنا بصرًا كي نراك, وأوردةً كي تمر بنا, فيه نلقى مساء
جميلاً, قرنفلة في عرى ثوبك الأبيض المتسربل
ضوءًا لنمشي أيا أيها الوطن المتعالي إذا ما ارتدانا..
الظلامُ إليك.
خذ يدينا إذاً
صُفَّنا.. وأقم يا إمام الرمال صلاة التراويح فينا, مقدسة أن
تظل لنا شامخًا كالنخيل الذي لا يموت..
واضحاً كالطفولة, كالشمس, ثم اعطنا جذوة
حية في الفؤاد الخليِّ لكي يصطفيك
وطني واقف ويدي مُشرعه
ابنك البدوي أتى يستزيد هواجس أيامه المسرعه
مرسل من سني الفراغات كيما أفتش عن لغة ضائعه
بكيت على باب مكة, فتشت أركانها الأربعه
في فمي معزف كسرته الليالي وامَّحت ترانيمُه الزوبعه