المساء القاتل

المساء القاتل
ليست القضية متى سيأتي ولكن القضية هل سيأتي هل سيبقى حين يأتي؟؟؟؟؟
التقته وهي في الثلاثين من عمرها في وقت ظنت أنها فقدت القدرة على الحب والحلم والأمل وأشياء أخرى تحتاج إليها المرأة في منتصف العمر وبعد أن ذاقت من الأشياء أمرها وبعد أن مرت بظروف حملتها من الألم فوق طاقتها وبعد أن اتسعت الفجوة بينها وبين الفرح وأصبحت السعادة من مستحيلات حياتها...........
عندها جاء هو بقلبه الكبير وبحور حنانه الباحثه عن أنثى تكون نصف قلبه الآخر.إقترب منها كالأحلام الهادئة عشقها بصدق فرسان الحكايات القديمة وطرق بابها من أشد مراحل عمرها ظلمة ليمنحها باقة من النور بل الشاطئ والقبطان والسفينة.
غيرها تماماً نسفها داخلياَ وخارجياً ولون كل مساحات السواد في داخلها فتعلق بها تعلق الطفل بأمه وتعلق الإنسان بوطنه وتعلق الأنثى بفارسها وشعرت معه بأمان لم تشعر به طيلة سنواتها.إفترب من أعماقها أكثر ملأ إحساسها كالدم وملأ حياتها كالهواء كانت تنام على وعوده وتستيقظ على صوته تمادت معه بأحلامها منحت نفسها حق الحلم كسواها حلمت بأطفال عدد نجوم السماء وبقدرة إلهية تهديه إياها وبليلة من العمر تجمها في جنة فوق الأرض تعيش فيها معه. كان رجلاً رومانسياً شفافاً بادلها أحلامها بنقاء لم تكن بالنسبة إليه إنهاء دوره في رواية أو رقماً في أجندته ولم يجعلها موعداً قابلاً للانتهاء لقد كانت شييء آخر إحساساً مختلفاً وأمرأة لايمكن تصور الحياة بدونها,,,,,,,,,,
إعتادت على وجوده في حياتها تماماً كما إعتاد هو وجودها في عالمه كان إحساسها طاهراً نقياً لم تدنسه مواعيد الغرام ولم تلوثه اللقاءات المحرمة كان يصونها كعرضه وكانت تحفظه كعينيها.
سألها يوماً:ماذا لو خنت؟
قالت: سأقتلك........
قال:وماذا لو متت؟
قالت:ستقتلني.........
عندها أدرك أنها إمرأة ترفض الحياة بدونه فتمسك بحياته أكثر وتمنى أن يعيش إلى الأبد كي يجنبها ألم فقدانه وفجيعة رحيله .
منذ أن عرفته وهي تعشق المساء جداً ففي المساء يأتي صوته حاملاً لها فرح العالم كله ويعيدها رنين هاتفه إلى الحياة التي تفارقها حين يفارقها وما إن ترفع سماعة الهاتف حتى يبادرها سائلاً من تحبين أكثر؟؟ أنا أم أنا؟
فتجيبه بطفولة أمرأة عاشقة أحبك أنت أكثر من أنت ثم يتجولان معاً في عالم الأحلام الجميلة.
وهذا المساء انتظرت صوته كالعادة ومرت الدقائق وتلتها الساعات ............
شيء ما في قلبها بدأ يشتعل؟؟؟؟؟
شيء ما تتجاهل صوته لكنه يلح
شيء ما يصرخ فيها أنه لن يعود وشيء ما يوقظ في داخلها كل شكوك الأنثى في لحظة الإنتظار ......
ترى هل نسي؟
هل خان؟
هل رحل ؟
ومع أول إشعاع نور للصباح حادثها أحدهم بضرورة وجودها في المستشفى لأن أحدهم يصر على رؤيتها قبل دخوله غرفة العمليات وهناك إلتقته
باسماً في وجهها كعادته برغم الألم قائلاً لها:سامحيني أعلم أن رحيلي سيسرق منك كل شيء وأعلم كيف ستكون لياليك من بعدي وأعلم مساحة الرعب التي سيخلفها رحيلي في داخلك وأعلم أن لا شيء سيملأ الفراغ بعدي وأعلم ستقتلك البقايا وأعلم كم ستكسرك الذكرى وأعلم تحت أي مقاصل ستنامين وفي أي مشانق الإنتظار ستعلقين وأعلم كم ستبكين وكيف ستبكين وأعلم أني قد خذلتك وأعلم بأنك ستغفرين......
ومضى الى مصير تجهله وكانت رائحة الوداع تملأ حديثه لكنها تعلقت بأخر قشة للأمل وانتظرت.......................
وكانت تردد ينها وبين نفسها: ماذا لو رحل‘‘‘‘‘‘‘‘
كيف سيكون لون حياتي ؟
بل ماذا سيبقى من حياتي؟
لم تتحمل ثقل سؤالها فجلست فوق الأرض ماعادت قدماها تحملها استندت الى الجدار في إنتظار حكم الحياة عليها.
ومن بعيد لمحته يأتي يتقدم نحوها.....
إنه الطبيب الذي أجرى له العملية ............
تمنت أن يقف مكانه أ؟لا يتقدم أكثر ألايفتح فمه بنبا رحيله ......
دقات قلبها تزداد وأنفاسها تتصاعد..........
ترى هل رحل أغمضت عينيها ووضعت يديها على أذنيها لا تريد أن تسمع لا تملك القدرة على أن تسمع نبأ كهذا النبأ....
لا أحدهم يعلم كم من الوقت مر ربما لحظات وربما سنوات لكنه وصل أخيراً وقف أمامها باسمأ قائلاً :كتب له عمر جديد ياسيدتي نجحت العملية وسيعيش وأنتظر أن ينطلق صوت الفرح منها لكنها صمتت لم تنطلق
ولن تنطلق أبداً.........
لقد رحلت قتلها الإنتظاروالخوف والترقب
عفواً..........
إنها إمرأة وصلت بتعلقها به إلى درجة رفضت الحياة بدونه فهل توجد مثل هذه المرأة اليو م وهل يوجد مثل هذا الرجل الآن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وبعد أن أرعبنا هذا المساء ترى من قتل من؟؟؟
m@